استثمرت إدارة الأهلي بقيادة محمود الخطيب، فترة الانتقالات الشتوية، في إسقاط الضغوط الجماهيرية والانتقادات الفنية بالصفقات ومنح محمد شوقي دورًا جديدًا.

وكانت إدارة الجزيرة قد دخلت الميركاتو الشتوي وسط تحديات وضغوط كبيرة نظرًا لتراجع النتائج وانخفاض مستوى اللاعبين، مع تقارير مستمرة حول عدم وجود نية لعقد صفقات كبيرة ومؤثرة.

ومثلت صفقة الدولي المغربي أشرف بن شرقي نجم الريان القطري والزمالك السابق، الحدث الأكبر في الشتاء نظرًا للقدرات والخبرات التي يمتلكها اللاعب إلى جانب قيمتها جماهيريا.

وبعيدًا عن بن شرقي، ضم الأهلي أحمد رضا والسلوفيني جينك جراديشار، ومصطفى العيش إلى جانب إعادة قيد التونسي على ملعول.

أزمات خططية أم خلافات غرف ملابس؟

لم يكن التراجع الخططي وتخبط النتائج كل ما أزعج جماهير المارد الأحمر، بل امتد الأمر إلى خلافات داخل غرف الملابس وتكرار العقوبات على عدد من اللاعبين، ومشاهد غير معتادة أمام الكاميرات.

ورحل محمود كهربا بطل أزمات الفترة الأخيرة داخل الجزيرة، فيما عاد إمام عاشور بحضور فني مميز، بينما انتقل الجدل إلى المؤتمرات الصحفية للمدير الفني مارسيل كولر.

وفضلت إدارة الأهلي دفع بعنصر ينتمي لجيل متأخر عن «رمضان» نسبيًا يجيد التواصل مع نجوم الجيل الحالي، ويمتلك القدرة على ضبط غرف الملابس بفلسفة مختلفة عن المدير الرياضي، إلى جانب منح محمد رمضان فرصة التفرغ لإدارة الملفات الكبرى بصورة أكبر.

لتستقر الإدارة في النهاية على تكليف محمد شوقي بمهمة نائب المدير الرياضي لشؤون الفريق الأول لكرة القدم، بمهام تشبه مسمى مدير الكرة، بالهيكل التنظيمي القدم للنادي.

لماذا محمد شوقي؟

يمتلك محمد شوقي مسيرة مميزة كلاعب داخل صفوف النادي الأهلي وساهم في كتابة الفترة الذهبية لجيل العقد الأول من القرن الحالي، ويشهد سجله الدولي على أرقام تاريخية.

بدى شوقي شخصًا هادئًا خارج الملعب لا يفضل الظهور الإعلامي، ولاعبًا مميزًا قادرًا على حسم معركة وسط الميدان والاستمرار بمستوى ثابت خلال معظم مراحل الموسم الكروي.

لم يتغير أسلوب شوقي كثيرًا بعدما قرر اعتزال كرة القدم في 31 يوليو 2015، وخاض رحلة العمل التدريبي بخطوات سريعة أبرزها الظهور رفقة المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر كارلوس كيروش.

منحت فترة كيروش، محمد شوقي حضورًا مميزًا نظرًا لقربه من البرتغالي وأدواره الفعاله التي امتدت للمحادثات الثنائية «دون مترجم» خلال مباريات كأس أمم أفريقيا في الكاميرون والتي فقدها منتخب الفراعنة بركلات الترجيح أمام السنغال.

جذب أداء شوقي أنظار إدارة الأهلي ضمن الكوادر المقترحة في قطاع كرة القدم مستقبلًا، وهو ما دفعها لضمه في مهمة نائب رئيس قطاع الناشئين.

المنتظر من شوقي

ترى إدارة الكرة في الأهلي أن شوقي قادر على تحقيق المعادلة الصعبة بتقديم حضور إداري قوي ومنح الإدارة تقييمات خططية، وهي المهمة التي لم يكملها سامي قمصان سابقا.

خبرات التعامل مع كيروش واكتساب ثقة نجوم المنتخب الوطني وقتها، ضمن أبرز العوامل التي استندت إليها الإدارة في توقع نجاح مهمة شوقي الجديدة.

ذات صلة