في 16 سبتمبرمن عام 1983، وُلدت كيرستي لي كوفنتري في العاصمة الزيمبابوية هراري، لتخط منذ طفولتها مسيرة استثنائية جمعت بين المجد الرياضي، والتأثير السياسي، والإلهام القيادي. هي ليست مجرد سبّاحة أولمبية، بل رمز للمرأة الإفريقية الصاعدة، التي اخترقت حدود الميداليات لتبلغ أعلى مناصب الإدارة الرياضية العالمية.
بدأت كوفنتري مشوارها في عالم السباحة منذ سن مبكرة، وبرزت بسرعة في سباقات الظهر والسباحة الفردية المختلطة، لتتحول لاحقًا إلى أيقونة رياضية على مستوى القارة الإفريقية والعالم.
سجلها الأولمبي يتحدث عن نفسه: 7 ميداليات أولمبية (ذهبية، 5 فضيات، برونزية)، ما يجعلها أنجح رياضية إفريقية أولمبية في تاريخ السباحة.
لحظة المجد الأولى جاءت في أوليمبياد أثينا 2004، حين توجت بذهبية سباق 200 متر ظهر، قبل أن تعزز إنجازها التاريخي في بكين 2008 بإضافة 4 ميداليات جديدة، من بينها ذهبية جديدة في السباق ذاته، لتكرس مكانتها بين عظماء السباحة في العالم.
كما تألقت كوفنتري في بطولات العالم والبطولات القارية، حاصدةً عشرات الميداليات والأرقام القياسية، لتصبح واجهة مشرقة للرياضة الزيمبابوية والإفريقية.
بعد إعلان اعتزالها السباحة التنافسية، لم تكتفِ كوفنتري بمقاعد المتفرجين، بل اتجهت نحو العمل العام والإداري.
في عام 2018، عُيّنت وزيرة للشباب والرياضة والفنون والترفيه في زيمبابوي، وأعادت انتخابها في المنصب عام 2023، تأكيدًا على ثقة الدولة في قدراتها، ودورها الفعّال في النهوض بالبنية التحتية الرياضية، وتحفيز الشباب على المشاركة في مجالات الإبداع الرياضي والفني.
لم يكن طموح كوفنتري ليقف عند حدود وطنها، فقد انضمت إلى لجنة الرياضيين في اللجنة الأوليمبية الدولية عام 2012، حيث لعبت دورًا محوريًا في الدفاع عن حقوق ومصالح الرياضيين حول العالم.
وفي محطة تاريخية فارقة، أصبحت في عام 2024 أول امرأة وأول إفريقية تتولى رئاسة اللجنة الأوليمبية الدولية، بعد فوزها بأغلبية ساحقة في الجولة الأولى من التصويت، لتدخل التاريخ أيضًا باعتبارها أصغر رئيس للجنة منذ تأسيسها.
بعيدًا عن الأضواء، تعيش كيرستي حياة أسرية مستقرة. تزوجت في 2013 من مدير أعمالها الرياضي السابق تيرون سي وارد، ورُزقت بابنهما الأول في مايو 2019، لتجسد أيضًا صورة المرأة الناجحة في كل الجوانب.