عالم ملىء بالأسرار الخفية وبيزنس من نوع خاص فى كرة القدم وهو الاتجار فى اللاعبين الأفارقة من خلال وكلاء اللاعبين والأمر ليس مقصورا على فرق الدورى الممتاز والتى تعج باللاعبين الأفارقة وسط علامات استفهام كثيرة عن مستواهم ومدى استفادة الأندية منهم رغم تقاضيهم الملايين ولكن ينتقل أيضا إلى الدرجة الثانية ووصولا إلى مراكز الشباب ووفقا لآخر إحصائيات فإن عدد اللاعبين المسجلين فى مختلف الدرجات فى الكرة المصرية ١٥١.٣٦٢ لاعبًا يصل تقريبا عدد المحترفين الأجانب إلى ١٠ آلاف فى ظل سماح الاتحاد المصرى لكرة القدم بقيد ٥ لاعبين محترفين لكل فريق ووفقا لما رصدته «المصرى اليوم» فإن هناك عددا كبيرا من السماسرة غير المقيدين كوكلاء لاعبين يعملون فى بيزنس اللاعبين الأفارقة، وذلك من خلال استقدام لاعبين أفارقة وإقناعهم بدفع مقابل مادى مقابل قيدهم فى أحد الأندية المصرية والحصول على الإقامة، وذلك مقابل أن تكون نقطة بداية لانتقالهم لأندية الدرجة الأولى أو تسويقهم لتحقيق حلم الاحتراف فى أوروبا.

صورة من عقد أحد اللاعبين الأفارقة

يقوم وكلاء اللاعبين بإقناع مراكز الشباب والأندية الصغيرة بقيد اللاعبين فى قائمته حتى يتم تسجيلهم على السيستم ويكون لهم حق الإقامة فى مصر، وذلك مقابل نسبة للوكيل فضلا عن وجود عدد من المدربين يتعاملون مع وكلاء لاعبين بعينهم يكونون هم المسؤولون عن ترشيح اللاعبين الأفارقة مقابل نسبة.

وعلمت «المصرى اليوم» أن هناك أماكن معروفة وتجمعات فى أماكن مثل هرم سيتى وعين شمس والتجمع الأول تكون مكانا لتجمع وتخزين اللاعبين الأفارقة لعرضهم على السماسرة تمهيدا لقيدهم فى مراكز الشباب والأندية.

استغاثة مركز شباب تلا بوزارة الرياضة

وتستعرض «المصرى اليوم» تفاصيل واقعة مراكز شباب تلا والتى كانت بداية الخيط لكشف المستور فى عالم البيزنس الخفى للاتجار فى اللاعبين الأفارقة، حيث تقدم ياسر فودة، رئيس المركز، باستغاثة موثقة بالفيديو لـ«المصرى اليوم» قال خلالها إنه فى الوقت الذى تبلغ فيه قيمة الاشتراك فى المركز ثلاثة جنيهات مصرية، فوجئ مجلس الإدارة بأنه مطالب بسداد غرامة قيمتها ٨٥ ألف دولار للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا». وأضاف: مجلس الإدارة السابق تعاقد وسجل ٥ لاعبين أفارقة، فى موسم ٢٠٢٣٢٠٢٤، مدة التعاقد معهم عام، وراتبهم حسب العقد المثبت لدينا ١٠٠٠ جنيه، وتابع فى مايو ٢٠٢٥ فوجئ مجلس إدارة المركز كغيره من الجماهير المصرية بتواجد المركز ضمن عدة أندية مصرية كبيرة تم إيقاف قيدها لدى الفيفا، وبسؤال المركز وقتها علق أعضاء المجلس بأنهم لا يعرفون شيئا عن الأزمة من الأساس وسيلجأ بعضهم للاتحاد المصرى لكرة القدم للاستفسار نظرًا لعدم قدرتهم على قراءة الإيميلات المُرسلة من الفيفا باللغة الإنجليزية. وبعد التواصل مع الاتحاد المصرى لكرة القدم وبالدخول على حساب المركز المسجل لدى الفيفا فوجئت الإدارة الحالية بلوائح الفيفا والتى تخص اللاعبين المحترفين، وأهمها دفع مبلغ مالى لكل الأندية التى مر عليها اللاعب المحترف إلى أن وصل للاحتراف، وبالتالى أصبح النادى مسددا بمبالغ مالية لكل الأندية التى مر عليها ٣ لاعبين من الـ ٥ الأفارقة الذين تم التعاقد معهم. وأضاف رئيس مركز شباب تلا: اتحاد الكرة أرسل لمركز الشباب لحل الأزمة أو الإبلاغ بالغرامات المستحقة، لكن للأسف لم يهتم مجلس الإدارة السابق بالمتابعة أو قراءة الإيميلات حتى انتهت فترة التظلم لدى الفيفا، ليتم الحكم نهائيا بغرامة قدرها ٨٥ ألف دولار، يسددها المركز للأندية بخلاف غرامات التأخير، وتم إيقاف القيد وتعليق النشاط الكروى، وقال فودة: لا نملك ربع المبلغ من الأساس، ولجأنا للاتحاد المصرى لكرة القدم عن طريق مصطفى عزام المدير التنفيذى، والذى أبلغنا بأن الاتحاد ليس طرفًا فى الأزمة، ولن يتدخل بها ولا يمكن المساعدة خاصة أن المركز أصبح عليه حكم نهائى بدفع الغرامة. وأكد فودة أن بيزنس اللاعبين الأفارقة فى مراكز الشباب والأندية الصغيرة منتشر بكثرة ولابد من التصدى له.

من جانبها عرضت «المصرى اليوم» الملف كاملا على الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، الذى استجاب سريعا وقرر تشكيل لجنة للتحقيق فى الواقعة وحال ثبوت إدانة لمجلس إدارة مركز الشباب السابق، ستتم إحالته للنيابة فضلا عن حل مجلس الإدارة الحالى حال ثبوت تورطه وتجميد نشاط الكرة فى نادى تلا وإحالة الأمر برمته إلى النيابة حال ثبوت مخالفات مالية.

وأكد وزير الرياضة على عمل تعميم عام على كل مراكز الشباب للبحث حال وجود حالات مماثلة وعدد اللاعبين الأفارقة المسجلين بمراكز الشباب، وتوعد باتخاذ إجراءات عنيفة وفورية عند ثبوت تورط أى مسؤول فى مراكز الشباب فى بيزنس اللاعبين الأفارقة.

من جانبه اعترف محمد عبد الجليل، لاعب الأهلى السابق، بأن بيزنس الاتجار فى اللاعبين الأفارقة موجود وأن بعض المدربين يتعامل مع وكلاء لاعبين بعينهم للتعاقد مع الأفارقة ويثبت بعد ذلك ضعف مستواهم، فيما أكد بشير التابعى لاعب الزمالك السابق أن هناك وكلاء لاعبين يتحكمون فى اختيار مدربين فى الدورى من خلال علاقتهم بمجالس الإدارة، وفى مقابل ذلك يدين لهم المدربون بالولاء ويتركون لهم حرية اختيار والتعاقد مع الأجانب وفى النهاية تدفع الكرة المصرية ثمن بيزنس الاتجار فى اللاعبين الأفارقة.

ومن جانبه قال عبدالفتاح عبدالرازق، المدير الفنى لكفر الشيخ: إن أزمة اللاعبين الأفارقة عبارة عن قنبلة موقوتة فى الدرجتين الثانية والثالثة فى الكرة المصرية، ليس هناك أى هدف منها من الأساس، سواء الاستثمار الذى تفكر فيه بعض الأندية، لتحسين دخلها بعد بيع اللاعبين بأرقام كبيرة حال تألقهم، وهذا لا يحدث غالبًا.

أما بخصوص جودتهم وإمكانية الاستفادة منهم، من وجهة نظرى الشخصية، فلا يوجد لاعبون ولا يأتى لاعبون أفارقة مميزون للدرجتين الثانية أو الثالثة فى مصر، يأتى فقط من يرغبون فى لعب الكرة ولديهم البديهيات والأساسيات ويحاولون التطوير، كل اللاعبين الأفارقة المميزين يذهبون إلى أوروبا للاحتراف الفعلى، وللقدرة على أخذ رواتب عالية لتغطية احتياجاتهم فى رحلة الاحتراف.

من يأتون للدرجتين الثانية والثالثة فى مصر هنا، الوصف الصحيح لمستواهم «ضايعين»، ولم أفضل أبدًا انضمامهم فى الأماكن التى عملت بها، خاصة أنه فى حال وجود لاعب مميز تجد لديه مشكلة حال محاولة تسجيله.

الموسم الماضى كان يوجد لدينا فى المركز لاعب إفريقى مميز، أبلغت مجلس الإدارة بتفعيل أوراقه وتسجيله، لكن فوجئنا بعدم اكتمال أوراقه، واكتشفنا عدم صدقه فى الحديث معنا، لذلك تم الاستغناء عنه بعد فترة قصيرة قضاها داخل مركز الشباب.

أحيانًا يكون سبب التعاقد أيضا مع اللاعبين الأفارقة وكلاء اللاعبين، ويكون هناك نوع من السمسرة والعمولات والشكوك حول الأمر، وأرى من الأفضل للجميع عدم اللجوء إليهم.

ذات صلة