لم تكن أوضاع مدربين كرة القدم في سوريا كما يظن الجميع هادئة بعيدة عن الأحداث السياسية، بل الواقع قد يصدم الكثير من الناس، فمنهم من تعرض للسجن والتعذيب، القتل والبعض الأخر شاهد منزله وهو يتم تدميره بالكامل.
إليكم نص الحوار..
كنت لاعبًا في صفوف نادي الجزيرة، ثم عملت مساعدًا للمدرب العراقي عماد توما، ونجحنا معًا فى قيادة الفريق للصعود إلى دوري المحترفين عام 2009بعدها، أصبحت مساعدًا للكابتن أنور عبد القادر في نادي الجزيرة أيضًا، ثم توليت مهمة المدرب الأول للفريق.
بعد ذلك، خضت تجربة تدريبية كمدرب أول مع عدة أندية سورية، منها الطليعة، النواعير، الشرطة، المجد، والوثبة، وحاليًا أنا مدرب لنادي الشرطة.
أهم شيء لنجاح أي مدرب هو توفير أرضية مناسبة للعمل، بدءًا من الملاعب الجيدة، مرورًا بالدورات التدريبية المتقدمة على المستويين المحلي والخارجي، وصولًا إلى توفير كافة مستلزمات التدريب، وهي أمور كنا نفتقدها بشدة بسبب الأوضاع الصعبة التي مرت بها سوريا
كرة القدم في سوريا تواجه تحديات كبيرة، أبرزها عدم توفير ملاعب جيدة سواء للتدريبات أو المباريات حتى على مستوى التحكيم، الوضع ليس جيدًا بسبب غياب التكنولوجيا المتطورة مثل تقنية الفار، التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في كرة القدم الحديثة. الرياضة في سوريا كانت وما زالت مهملة من جميع النواحي، سواء من حيث الدعم المادي أو التخطيط.
لا يمكن للمدربين أو الرياضيين انتقاد الحكومة أو إبداء الرأي، لأن أي تعليق يمكن أن يعرض صاحبه للمحاسبة والعقوبات. بالإضافة إلى ذلك، المرتبات ضعيفة جدًا، وحقوق المدربين غير مضمونة، وينطبق ذلك أيضًا على اللاعبين والحكام.
لقد تلقيت بعض العروض التدريبية، لكنها لم تتم بسبب ضعف المقابل المادي، إضافة إلى بعض الشروط المتعلقة بالشهادات التدريبية، التي حالت دون إتمام تلك الاتفاقيات. رغم ذلك، أواصل العمل والتطوير، وأطمح دائمًا إلى تحقيق المزيد في مسيرتي التدريبية.
مع بداية الثورة السورية، كنت أعمل مع تنسيقيات الثورة أنا وأخي، حيث قدمنا مساعدات غذائية وإنسانية، وساهمنا في استقبال النازحين وتوفير احتياجاتهم الأساسية. نتيجة لذلك، صدرت بحقي مذكرة اعتقال، مما اضطرني إلى الاختفاء لفترة حتى تمكنت من تسوية وضعي. بعدها، سافرت إلى دمشق بسبب سوء الأوضاع الأمنية في الحسكة، حيث كانت المنطقة تعاني من عدم الاستقرار، خصوصًا مع دخول تنظيم داعش.
تعرض منزلي للسرقة من قبل عناصر الدفاع الوطني التابع للنظام، كما تعرض للدمار الجزئي، وهذا الأمر أتحدث عنه للمرة الأولى. لقد كانت مرحلة صعبة جدًا، ولكن الحمد لله، تمكنت من تجاوزها بعد صبر طويل.
مستقبل الكرة السورية يحتاج إلى تخطيط استراتيجي مدروس على جميع المستويات، مع توفير الإمكانيات المادية ووضع خطط وبرامج تطويرية واضحة. لا بد من توظيف الرياضيين بشكل مناسب في جميع الألعاب الرياضية، وهذا الأمر يتطلب وقتًا طويلًا وصبرًا كبيرًا وإخلاصًا حقيقيًا في العمل