تداولت منصات مواقع التواصل الإجتماعى مقطع فيديو لاستقبال أحد نجوم كرة القدم السورية، جهاد الحسين، بعد عودته إلى وطنه بعد فترة كبير من الضغوط والتهديدات خلال فترة حكم بشار الأسد.
وظن بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي أن هذا الاستقبال كان نتيجة لخروجه من سجن صيدنايا، بعد غيابه لفترة طويلة عن الملاعب والأراضي السورية.
ويعتبر جهاد الحسين من أشهر نجوم كرة القدم السورية المعروفين بدعمهم الكامل للثورة ومعارضتهم لحكم الرئيس الأسبق بشار الأسد.
وفيما يلي نص الحوار..
بدأت مسيرتي الكروية مع نادي الكرامة في عمر 9 سنوات، حينها سجلت في النادي رغم بُعد المسافة عن مكان سكني، لكن وجود مدربين مميزين ومربين أخلاقيين في النادي شجّع عائلتى على تسجيلي في الفئات العمرية.
لعبت مع الكرامة في جميع الفئات العمرية، وبعدها قررت السفر إلى ألمانيا لإكمال دراستي، لكن المدرب عبد الحفيظ عرب أقنعني بالبقاء في النادي، مؤكّدًا أن لديّ مستقبلًا مميزًا في عالم كرة القدم. وبعدها تم استدعائي إلى منتخب شباب سوريا، ثم المنتخب الأولمبي، وبعد سنتين فقط كنت ضمن صفوف المنتخب الأول. لعبت مع الفريق الأول لنادي الكرامة لمدة 7 مواسم، وخلالها حققنا بطولة الدوري السوري 3 مرات وكأس سوريا مرتين.
بدأت مشواري الاحترافي الخارجي بعد انتهاء رحلتي مع الكرامة، حيث انتقلت إلى نادي الكويت الكويتي وحققت معه كأس أمير الكويت، ثم لعبت مع نادي القادسية الكويتي وحققت معه بطولة الدوري الكويتي مرتين وكأس الأمير مرة واحدة.
انتقلت بعد ذلك إلى نادي نجران السعودي، ومنه إلى نادي دبي الإماراتي، ثم عدت إلى السعودية لتمثيل نادي التعاون، حيث حققت معه بطولة كأس الملك، وأخيرًا لعبت موسمًا مع نادي الرائد السعودي.
أنا لم أمثّل في سوريا إلا نادي الكرامة فقط، ولن أمثّل أي نادٍ آخر داخل سوريا، فهو بيتي وأهلي، ولا تزال لحو وصولى معه إلى نهائي دوري أبطال آسيا مع الكرامة من أجمل ذكرياتي التي لا تُنسى.
الدوري السوري دوري جماهيري بامتياز، لكنه لم يكن يحظى باهتمام الحكومة، ولم تقدّم أي شيء يواكب المتغيرات العالمية لكرة القدم.المنافسة كانت قوية، والفرق مميزة، لكن نقص الدعم المادي والإعلامي أثّر كثيرًا على تطور الكرة السورية.
قلة الدعم المادي والمعنوي كانت أكبر المشكلات التي واجهت الأندية، كما أن اللاعبين عانوا من عدم حصولهم على حقوقهم، وعدم وجود جهة تدافع عنهم وتحمي مصالحهم.
حتى عندما احترفت في الكويت والسعودية والإمارات، كانت هناك مشكلات في الدعم للاعبين المحترفين، بالإضافة إلى تحميلنا مسؤولية إخفاق المنتخب، وهو أمر غير عادل.
اللاعب السوري يفتقد للإعداد الصحيح منذ الصغر، إضافة إلى غياب الثقة بالنفس والدعم الإعلامي.
كما كان اللاعبون مظلومين، ولا يمكنهم حتى الحديث عن مشاكلهم وحقوقهم، حيث يتم تحميلهم مسؤولية الإخفاقات دون احترامهم أو منحهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم.
الرواتب كانت قليلة جدًا مقارنة بالمجهودات التي نبذلها، باستثناء بعض اللاعبين الذين كانوا يحصلون على دعم خاص من محبي الأندية.
أما على مستوى السفر والتنقل، فكانت الأمور سهلة داخل سوريا بسبب قرب المدن من بعضها، لكن المعاناة الكبرى كانت مع المنتخب بسبب القوانين الجائرة التي جعلت السفر معه مشكلة حقيقية.
لعبت مع كافة المنتخبات السورية، وكانت الأمور الإدارية سيئة جدًا بعكس الأندية، التي كانت تُدار من محبين وكفاءات، بينما كان المنتخب يُدار من قبل المخابرات والتهديدات.في الفئات العمرية، كان يتم اختيار بعض اللاعبين بالواسطة، أما المنتخب الأول فكان يضم الأفضل فقط بسبب ضغط الجماهير.
أنا شخصيًا كـ جهاد الحسين لم أدخل السجن، لكن والدي تم اعتقاله بسبب الضغوط التي مورست عليّ للعودة إلى المنتخب، عندما مر والدى على أحد الحواجز الأمنية، وعندما طلبوا منه الهوية الشخصية، لم يكن عليه أي شيء، لكن الضابط سأله: “ماذا يقرب لك جهاد الحسين؟”، وعندما أجاب والدي بأنه ابنه، تم اعتقاله فورًا.بعدها، تم تحويله إلى محكمة الإرهاب، ولم نستطع إخراجه إلا بعد دفع فدية مالية، وبعد أن قضى 20 يومًا في السجن تحت ظروف صعبة جدًا.
النظام لم يكتفِ بذلك، بل ضغط علي بطرق أخرى، حيث واجهت مشكلة في تجديد جواز سفري، وتم مصادرة أملاكي من أجل إرغامي على العودة إلى المنتخب وتقديم تصريحات لصالحهم، لكنني رفضت ذلك تمامًا. أنا لم أكن الوحيد الذي تعرض لهذه الضغوط، فقد حصل الأمر ذاته مع عدد من اللاعبين، مثل: فراس إسماعيل، عبد الرحمن عكاري، بلال عبد الداي.
كرة القدم في السعودية متطورة جدًا، ويوجد دعم مادي ومعنوي وإعلامي هائل للاعبين، وهناك احتراف حقيقي، عكس ما كان يحدث في سوريا، حيث كانت الرياضة تُدار بأسلوب عشوائي ويفتقر إلى أي تخطيط أو تطوير.
أتمنى أن يكون المستقبل أفضل لكرة القدم السورية، وأن يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأن هذا هو الطريق الوحيد للتطوير الحقيقي.
إذا لم يكن هناك إصلاح شامل للرياضة وإدارتها، فلن نتمكن من الوصول إلى أي إنجازات على المستوى القاري أو الدولي.
اللاعب الدولي جهاد الحسين ابن مدينة حمص لم يتلون ولم يتزلف للأسد وبعد 13 سنة عاد إلى مدينته فاستقبله أهلها استقبالاً يليق به pic.twitter.com/OyIgNFS9ur
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) December 20, 2024