يبحث عدد كبير من المدربين حول العالم، على فرصة تدريب خارجية من أجل خوض مغامرة جديدة تحفر في ذاكرته مدى الحياة.
ويمتلك البرتغالي نيلو فينجادا المدير الفنى الأسبق للزمالك والمنتخب السعودي، رحلة كبيرة رفقة العديد من الأندية حول العالم، ولكن ذكرياته في مصر وتجربته مع الفارس الأبيض لا تزال تردد دائماً في قلبه وعقله.
وفيما يلي نص الحوار..
كما تعلمون، أنا برتغالي، وُلدت في جنوب البلاد، نشأت أولًا في مدينة صغيرة بالقرب من لشبونة، ثم انتقلت للعيش في العاصمة نفسها. والآن، أعيش في لشبونة، بالقرب من المطار، مما يسهل عليّ التنقل إلى أي مكان بسهولة. نشأت في أسرة برتغالية عادية، مع أخي، وكنت الأصغر في العائلة، حيث تلقيت الدعم الكبير من والديّ وإخوتي طوال طفولتي. نشأت في مكان صغير، وكانت عائلتي قريبة جدًا مني، مما جعل علاقتنا قوية.
لقبي “نيلو” جاء منذ صغري، حيث كان إخوتي ينادونني بهذا الاسم، بينما اسمي الحقيقي هو إدواردو، وهكذا، أصبح الجميع في البرتغال يعرفني باسم نيلو فينجادا.
ومن بين جيراني، كان هناك شخص مميز غيّر حياتي بالكامل، وهي زوجتي، التي كانت جارتي منذ الطفولة.
لم نكن معًا منذ البداية، لكننا كبرنا في نفس المبنى، وتطورت علاقتنا من الصداقة إلى الحب، ثم الزواج.
أنا شخص هادئ للغاية، سواء داخل الملعب أو خارجه، أتمتع بشخصية إيجابية ومتفائلة دائمًا، وأرى الحياة بنظرة مليئة بالأمل والطموح. أحترم جميع اللاعبين الذين عملت معهم، وأعتبرهم رجالًا قبل أن يكونوا لاعبين كرة قدم، لأنهم يستحقون الاحترام أولًا كأشخاص.وبالطبع، في عالم كرة القدم، النتائج هي الأهم، لأنها تبقى في الذاكرة دائمًا.
عندما كنت مدربًا للمنتخب الأولمبي المصري، كنت محظوظًا بالعمل مع جيل رائع من اللاعبين. هم يعرفونني كشخص ورجل ومدرب، ويمكنهم أن يقدموا شهادة أفضل عني من أي كلمات أقولها عن نفسي.
لقد عملت في أكثر من 10 دول حول العالم، وكانت البرتغال هي البداية. لطالما كان لدي شغف كبير بكرة القدم منذ صغري، حيث كنت لاعب كرة قدم حتى سن السابعة والعشرين أو الثامنة والعشرين، لعبت في الدرجة الأولى والثانية.
ورغم أن حلمي الأول كان أن أصبح طيارًا، إلا أن كرة القدم كانت دائمًا الأقرب إلى قلبي.
درست التربية البدنية والرياضة في الجامعة، وتخصصت في كرة القدم، مما ساهم في تطور مسيرتي التدريبية. شاركت في العديد من الندوات، وعملت أيضًا مع الاتحاد الدولي لكرة القدم كمحاضر، حيث كنت أنقل خبرتي ومعرفتي للآخرين. أنا أؤمن بقيمي وبعملي، وأعتقد أن بإمكاني المساهمة في تطوير الأجيال الجديدة من اللاعبين والمدربين.
أما عن علاقتي بمصر، فأنا أحب القاهرة كثيرًا، قضيت هناك أسبوعًا قبل أسبوعين، ودائمًا ما أستغل أي فرصة لزيارتها، أحب المشي بجانب النيل، وأعشق منطقة الزمالك، كما أنني أستمتع بالأجواء هناك والطعام المصري المميز. القاهرة مدينة لا تنام، وهي مليئة بالحياة، وهذا ما يجعلها مميزة بالنسبة لي.
لدي أصدقاء مقربون جدًا في مصر، مثل محمد، والد حفيدتي، ومحمد مرزوق، وفي آخر زيارة لي، قضيت وقتًا رائعًا معهم. كما أن علاقتي جيدة جدًا بالكابتن حلمي طولان، فهو مدرب رائع، ولدي العديد من الأصدقاء الحقيقيين الذين أعتز بهم في مصر.
أنا أحب الطعام المصري، وخاصة المأكولات البحرية، أحب الذهاب إلى سوق السمك لاختيار أفضل أنواع الأسماك والجمبري، والاستمتاع بوجبات لذيذة. كما أنني أحب الزمالك كثيرًا، فهي منطقة مميزة جدًا، حيث فندق الماريوت، والأجواء الرائعة التي يتمناها أي شخص.
لقد عشت في مصر لمدة عام واحد عندما كنت أعمل هناك، ولذلك أعتبرها وطني الثاني بلا شك.إنها الدولة التي عملت بها أكثر من أي دولة أخرى، كما أنها شهدت نجاحاتي الكبرى، خاصة مع نادي الزمالك. لا يمكنني أن أنسى موسم 2003-2004، حيث حققنا الدوري بدون أي هزيمة، وهو إنجاز لم يتكرر حتى الآن.
الزمالك كان بوابتي للدخول إلى مصر، ولهذا أعتبره ناديًا مهمًا جدًا بالنسبة لي. جماهير الزمالك ستظل دائمًا في قلبي، وأشكرهم على دعمهم وحبهم لي. أتمنى لمصر كل التوفيق، سواء كدولة أو كشعب، وبالطبع أتمنى المزيد من النجاح لكرة القدم المصرية.