بطل العالم للقوة البدنية حصل عليها، للعام الثالث على التوالى، إذ لم تكن مشاركته هذه المرة سهلة، فالإصابة كادت تقضى على حلم تحقيق رقمه القياسى الذى يسعى إليه. أيضًا المنافسات القوية وضعته أمام منتخبات آسيوية سجلت حضورًا قويًّا هذا العام، فضلًا عن حضور منتخبات أوروبا الأقوى فى تلك اللعبة. تحديات خاضها ابن محافظة دمياط، «أحمد شقداف»، بطل العالم للقوة البدنية، للعام الثالث على التوالى.
بدأ «شقداف»، ابن قرية العنانية التابعة لمركز دمياط، حديثه، لـ«المصرى اليوم»، قائلًا: «البطولة تلك المرة لم تكن سهلة على الإطلاق، كان لدىَّ حلم تحقيق رقم جديد والفوز بالبطولة، للمرة الثالثة على التوالى، لكنى كنت أعرف جيدًا أن هناك تحديات كبرى، أبرزها الفوز على المنافسين».
وقال: «بدأت التحضير للبطولة مبكرًا. قضيت ساعات طويلة بصالة التدريب الخاصة بى. كنت أركز فقط على تحطيم رقم قياسى والفوز بالبطولة. تدربت يوميًّا وبشكل مكثف لتفادى جميع نقاط الضعف لدىَّ».
وأضاف: «التدريبات المكثفة ساعدتنى فى الحفاظ على لياقتى الذهنية، التى يقع عليها عامل كبير أثناء اللعب. كان يتعين علىَّ أن أقدم شيئًا مختلفًا فى تلك البطولة سواء فى أرقام الأوزان أو الظهور بالشكل اللائق الذى يؤهلنى للفوز بالبطولة، وأيضًا كان علىَّ أن أحافظ على تركيزى بشكل كامل، وهذا ما قدمته لى التدريبات».
وأوضح بطل العالم فى القوة البدنية، قائلًا: «هناك داعمون لا يمكن تجاهل دورهم. والدى ووالدتى كانا دائمًا داعمين لى. أيضًا هناك أعضاء بعثة المنتخب الذين قدموا جميع أوجه الدعم لى من أجل تحقيق اللقب، لكن بشكل خاص كان لأسرتى الدور الأبرز فى هذا الإنجاز، فهم الداعمون الأكثر تأثيرًا بالنسبة لى».
وتابع: «تعرضت لإصابة قوية أثناء التدريب. كان ذلك قبل انطلاق البطولة بنحو ٦٠ يومًا. هنا أزمة قوية ظهرت قد تعصف بالحلم. كان علىَّ خوض برنامج استشفائى مكثف مع الحفاظ على التدريب. كان أمرًا شاقًّا وغير متوقع، إلا أننى تمكنت من اجتيازه بالشكل المطلوب».
واستمر فى حديثه: «لحظات صعبة مرت علىَّ أثناء الإصابة. كنت أحاول وقتها التدريب على رفع وزن أكبر من رقمى الخاص بالبطولة الماضية، لكن كل ذلك بات مهددًا بألا يتحقق بسبب إصابتى. فضلت المشاركة على الاعتذار، وبدأت تنفيذ البرنامج التأهيلى بشكل مكثف، لكن البعض كان يرى أننى قد لا أتمكن من تحقيق البطولة تلك المرة».
وانتقل الحديث إلى والده الذى بدأ كلماته قائلًا: «أبلغنى بإصابته التى تركت أثرًا بالغًا فى أدائه، لكنى كنت على يقين أنه سيحقق الفوز».
وتابع: «تعرضنا لضغط شديد كان سببًا فى مرضى، رغم ذلك كنت حريصًا على حضور تدريباته ومتابعته بشكل دائم حتى يحصد البطولة، هناك أمل لدىَّ أن أرى ابنى، بطل العالم، للمرة الثالثة على التوالى، وتحطيم رقمه السابق، هذا الأمل كان كل شىء بالنسبة لى». وأكد والد بطل العالم قائلًا: «الأسرة ستظل دومًا الداعم الأول لأى بطل، فرغم تقدم السن، لكنى كنت أحضر معه التدريبات. كنت واثقًا من فوزه ومتيقنًا أنه قادر على تجاوز الإصابة وتحقيق البطولة، لذا كان علىَّ أن أجلس معه وأتابعه بدقة حتى يتجاوز تلك المحنة».
وعاد بطل مصر فى القوة البدنية إلى الحديث مجددًا قائلًا: «ذهبنا إلى المعسكر، وكانت الإصابة مازالت تؤثر علىَّ. عندما بدأت التحضير اصطدمنا بالعديد من الإجراءات الصعبة، كان أبرزها تحليل المنشطات، تلك الخطوة التى استغرقت وقتًا طويلًا بشكل كبير، فى كل الأحوال بدأنا التحضير، ومن ثَمَّ بدأ كل شىء يتغير إلى الأفضل تدريجيَّا حتى ظهرت على مسرح اللعبة فى الجولة الأولى».
واستكمل حديثه: «قدمت كل ما لدىَّ منذ الوهلة الأولى. كنت أريد أن أخبر الجميع أن مصر ستحقق البطولة هذا العام، لكنى كنت أبعث رسائل شخصية لنفسى بأننى تجاوزت الإصابة وقادر على المنافسة، واستمر العمل والأداء بوتيرة سريعة، واشتدت المنافسة حتى حُسمت لى فى جولتها الأخيرة. كان هناك لاعب لمنتخب الهند قدم أداء مذهلًا، أعتقد أنه سيكون المنافس الأشرس فى البطولة القادمة إذا حافظ على هذا الأداء، الآن أنا بطل العالم، للمرة الثالثة، ولكن بعد أيام سيبدأ العمل للبطولة القادمة». واختتم بطل العالم للقوة البدنية حديثه قائلًا: «الإصرار أمر ضرورى من أجل تحقيق الأحلام، ورغم أننى تمكنت من حصد اللقب مرتين، لكن تلك المرة لها مكانة خاصة. أرى أننى تجاوزت أمورًا صعبة، لذا رسالتى للجميع ابتعدوا عن الاستسلام، فلَطالما هناك فرصة مواتية لتحقيق ما تريدون. فقط علينا الإيمان بذلك».