جدد السويسري مارسيل كولر، مدرب الأهلي، خصامه مع علم المنطق، وقواعد الاستدلال، ليضع كتابة جديدة كلما حان موعد مواجهة الزمالك «أزمات وتراجع في أداء الأبيض +استقرار وصفقات في صفوف الأحمر = مباراة صعبة وفرص أقل في تحقيق الفوز».

في المؤتمر الصحفي لمواجهة القمة 129 والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، بعد مبادرة الأحمر بالتقدم عن طريق أشرف بن شرقي وخطف الأبيض التعادل بأقدام محمود بنتايك، أرجع كولر التعثر إلى «علم جديد».

لم يستبعد المدرب السويسري تأثير العوامل النفسية على الأهلي خلال مباريات القمة في الفترة الأخيرة، وهو ما أفسد فرصة استثمار التفوق وتحقيق الانتصار.

واتسمت فترة كولر مع الأهلي بأجواء ملتهبة وعلاقة متوترة مع «العلوم الأخرى»، فمثل ملف الترجمة مأزق انتهى بإبعاد خالد الجوادي وانتقاد خليفته، وجاء عماد فاروق لضبط الأمور النفسية بالفريق، فتحولت إلى حرب إعلامية مع محمد رمضان، فيما تستمر المواجهة مع الصحفيين في المؤتمرات والتي كان أخرها عبارة أمس «أعطني أنت الحلول».

ولكن، ماذا لو تركنا علوم كولر الأخرى، ولعنة مباريات الزمالك السابقة، وركزنا على مواجهته ضد بيسيرو خططيا في القمة 129؟

رُهون خسارة

راهن كولر على حيل خططية بغرض مفاجأة بيسيرو، بداية بإعادة أحمد نبيل كوكا إلى مركز الظهير الأيسر على حساب العش صاحب النزعة الدفاعية وكريم الدبيس المتميز في المناطق الهجومية.

خطيئة كوكا.. ومفارقة بلوزداد

تُظهر لنا الخريطة الحرارية لتحركات كوكا مجهودًا كبيرا في التحرك على الجانب الأيسر، مع تغطية على فترات في منتصف الملعب.

ورغم المجهود الوافر، ظهر كوكا غريبًا على منطقة اليسار، ففقد حيازة الكرة 10 مرات، وفاز بـ 4 التحامات أرضية.

ترحكات كوكا في مباراة الزمالك

السقوط الأكبر لكوكا كان مع تسجيل الزمالك لهدف التعادل عند الدقيقة 84، في وقت كان من المفترض أن يظهر فيه الأهلي تمركزا دفاعية وفقًا لما قاله كولر في المؤتمر «أبلغت اللاعبين بالدفاع والالتزام عندما نكون متقدمين».

فقد كوكا التمركز خلال هدف الثاني بالتقدم كما لو كان الأهلي في مرحلة بناء للهجمة، في تكرار لمشهد هدف شباب بلوزداد في المارد الأحمر.

هدف بلوزداد في الأهلي

هدف الزمالك في الأهلي

محمد عبدالله

إشراك موهبة جيدة لا تمتلك خبرات في مواجهة بحجم الزمالك، مخاطرة تتطلب تحضير نفسي وتكليفات خططية مؤثرة، خاصة في حالة امتلاك بدلاء مميزين في نفس المركز.

دفع كولر بـ بعدالله الذي انحصر نشاطه على جانب الملعب اليمين رغم امتلاكه يسارية مميزة تؤهله للانحراف والتسديد، وترك المباراة دون تسديدات، وبـ 32 لمسة للكرة فقط بنسبة دقة 85%، وخسر 3 صراعات أرضية من أصل 5.

استسلام الزمالك

راهن كولر على اكتفاء بيسيرو بالإغلاق الدفاعي وتقديم مرتدات، بالقياس على حالة الفريق، وهو ما قد يمتد في حالة الخسارة بهدف فقط.

حالة الاطمئنان وربما القلق من زيادة الفاعلية الهجومية، دفع ثمنها كولر بهدف متأخر في مشهد متكرر لنهائي السوبر الأفريقي وبتأثير من نفس البديل «ناصر منسي» حتى وإن لم يسجل هذه المرة.

تبديلات

باستثناء تبديل بن شرقي الذي أظهر جاهزية كبيرة وفاعلية أمام المرمى، لم تمنح التبديلات كولر بُعدًا جديدًا في المباراة، لنمطيتها، كما أنه فقد فرصة إهارق دفاع الزمالك بإشراك وسام أبوعلي بجوار جراديشار الذي تحرك في نصف ملعب الزمالك بصورة مذهلة، وصنع هدف المارد الأحمر.

حيلة بيسيرو.. مراقبة وانتظار

لم يخالف بيسيرو التوقعات من حيث طريقة اللعب 4-3-3 ودون مفاجآت في التشكيل دخل مواجهة الأهلي، بفلسفة يريدها كولر، تراجع دفاعي وتمركز يبدأ من الجزيري، ومرتدات على استحاء.

كانت تصويبة إمام عاشور قادرة على إنهاء حيلة بيسيرو مبكرًا لولا أطراف عواد وتعاطف العارضة.

لعب البرتغالي بثلاثي في وسط الملعب الدفاعي وهو ما قلص من فرصة وجود مساحات في الخلف، ووضع جراديشار في مأزق، فمراوغة مدافع ليست كفاية للانفراد بعواد، كما أن انطلاقات الشحات وعبدالله ستجد لاعبين للتغطية.

خماسي الدفاع اقترن مساندة كبيرة من خماسي المقدمة وخاصة دونجا وشحاتة وزيزو، وهو ما تطلب شجاعة وربما تهور من كولر في مشهد يشبه قرارات مانويل جوزيه في مثل هذه الحالات «أمير سعيود بديلًا لسيد معوض – جدول بدلا من وائل جمعة».

أنهى هدف بن شرقي فكرة مغامرة كولر، في المقابل تقدم بيسيرو «بخبث شديد» مستعينا بالثنائي ناصر منسي ومصطفى شلبي بدلًا من نبيل دونجا وسيف الدين الجزيري، مع الدقيقة 75، لمنح الفريق بريقًا بدنيًا وزيادة بمركز مع منح بنتايك وعمر جابر تعليمات بالزيادة الهجومية.

ذات صلة