«إن كان في مصر لاعب آخر مثلك، لما وقف أمامكم أي فريق».. بتلك الكلمات أشاد ألفونسو الثالث عشر ملك إسبانيا، بثقل وقيمة حسين حجازي، أسطورة الملاعب المصرية.
على جانبي أراضي الريف في الشرقية، وبأزقة حواري حي الحسين بالقاهرة، دأب حسين حجازي على مداعبة كرة القدم، منذ نعومة أظافره. اتخذ الصغير دربا مغايرا لدرب والده فاحش الثراء، وحرض على عدم مغادرة الكرة لأقدامه.
«ميركاتو زمان»| مجدي طلبة.. ألم فرصة المونديال ورحلة ألقاب القطبين
«ميركاتو زمان»| مصطفى كامل طه.. حريف المحروسة وقائد سداسية الزمالك في الأهلي
كيف بدأت القصة؟
بمدرسة الناصرية، طلب ناظر المدرسة عقب مرور عامين على انضمام حجازي لها بالمرحلة الابتدائية، أن يحضر الصغير كرته، مقابل أن يشارك في مران المدرسة.
وافق حجازي على الصفقة، وفور مشاركته بالمران، نال استحسان الجميع، للحد الذي دفع ناظر المدرسة، للسماح له بالمشاركة في اللقاءات، لا فقط في المران والاستعدادات.
تمر فترة وتتصارع المدارس الثانوية على ضم اللاعب، قبل أن تنجح «السعيدية» في ضم النجم الشاب، ويرتدي قميص المدرسة لـ 4 أعوام، دون أي خسارة تذكر، بحسب «موقع الأهلي الرسمي».
المحترف الأول
انضم حجازي عام 1911، لأول فريق كرة قدم بالنادي الأهلي، لكن جاءت الأقدار بما لم تشتهيه نفسه، إذ أُجبر على مغادرة مصر، متجها لإنجلترا، لدراسة الهندسة، لإخفاقه في نيل شهادة الثانوية.
لم تنجح فكرة دراسة الهندسة، في انشغال حجازي عن ممارسة الكرة، إذ انضم لنادي «دولويتش هاملت»، ليكون المحترف المصري الأول، في أوروبا بأسرها.
كما شارك تحت راية فولهام الإنجليزي، ولم يجد منتخب إنجلترا وسيلة لضمه لصفوفه، سوى تغيير اسمه ليصبح «الجوالة الإنجليزي»، بسبب عدم حمل حجازي للجنسية البريطانية.
شارك تحت راية الإنجليز، في مباراة ضد إسبانيا، عام 1912 تحت أنظار ألفونسو الثالث عشر ملك إسبانيا، الذي اعترف بقدرات حجازي قائلا له عقب اللقاء: «لم ار في حياتي لاعبا مثله. هو ملك كرة القدم، وإن كان في مصر لاعب آخر مثلك، لما وقف أمامكم أي فريق».
عودة حميدة
عاد حجازي لمصر بالتزامن مع سير الحرب العالمية الأولى، عام 1914، وارتدى قميص الأهلي، كما كون فريقا يحمل اسمه، ليتم التنافس ضد فرق الإنجليز.
الانتقال الأول من الأحمر للأبيض
كان حجازي هو أول لاعب مصري ينتقل من فريق الأهلي للزمالك – المختلط آذاك – عام 1923، كما لعب للسكة الحديد.
شارك حجازي في تأسيس منتخب مصر الأول عام 1916، ومثل «الفراعنة» في أوليمبياد أنتويرب عام 1920.
كما أن حجازي ساهم في إنشاء أول مجلس إدارة للاتحاد المصري لكرة القدم عام 1921، وكان عضوا به حتى 1925، وخلال تلك الفترة، مثل منتخب مصر في أوليمبياد باريس 1924، وكان أكبر لاعبا يشارك في يسجل هدفا في الدورة الأوليمبية، بهدفه بشباك المجر، وكان يبلغ من العمر وقتها 37 عاما وفقا لـ «موقع الأهلي الرسمي».