«وصيتي الأولى والأخيرة، حين يتوفاني الله، سامحوني واستروا عيوبي، وادعوا لي بالرحمة والمغفرة…» بهذه الكلمات المؤثرة، ودع سعد محمد، لاعب الزمالك السابق، جمهوره ومحبيه، بعد أن كتبها قبل رحيله عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، وكأنه كان يشعر بأن لحظة الفراق تقترب.

في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، توقف قلب سعد محمد، ذلك القلب الذي نبض بالحب لكرة القدم، ولجماهير الزمالك، ولأملٍ لم يفارقه رغم سنوات المرض القاسية. رحل ابن الـ25 عامًا، بعد صراع استمر لسنوات مع مرض السرطان، خاض خلالها معارك لم تكن داخل المستطيل الأخضر، بل في غرف العلاج الكيماوي والمستشفيات، حيث قاوم بشجاعة، وابتسم رغم الألم.

سعد، من مواليد عام 2000، لمع اسمه في قطاع الناشئين بنادي الزمالك، وأثبت نفسه سريعًا كلاعب جناح هجومي موهوب، كان حلمه كبيرًا، أن يصبح نجمًا في صفوف الفريق الأول، أن يحقق البطولات، ويهتف له الجمهور من مدرجات «ميت عقبة». لكن القدر كان له رأي آخر.

في عام 2018، وقبل أن تنطلق مسيرته الكروية بشكل فعلي، علم بإصابته بالسرطان، لحظة صادمة لطفل لا يزال يخطو أولى خطواته في عالم الكبار، ولكنه لم يستسلم، خاض رحلة علاج طويلة، وأعلن الزمالك في 2020 عن تكفله الكامل بمصاريف علاجه، في لفتة إنسانية عززت من حب الجمهور له.

تحسنت حالته، وعاد الأمل من جديد، خاصة بعد إعلان الأطباء عن شفائه التام في أغسطس 2022، ولكن المرض لم يتركه، فعاد في عام 2023، أشد قسوة.خضع لجلسات علاج مكثفة، ثم لعملية زرع نخاع، لكن الحالة تدهورت، وبدأ الجسد الهزيل يُعلن استسلامه.

سعد محمد، لاعب الزمالك السابق

وكتب خالد الغندور، نجم الزمالك السابق: «إنا لله وإنا إليه راجعون فارق سعد بعد رحلة مرض مؤلمة وطويلة، ربنا يجعل مرضه شفيعًا له، ويرحمه ويغفر له، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. نسألكم الدعاء»، وفي كل مكان، كتبت كلمات الحب والرثاء. أحدهم قال: سعد محمد كان درسًا في الإنسانية، والإيمان، والقوة، وداعًا يا من علمتنا كيف نواجه الحياة بابتسامة.

ذات صلة