فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء، أثبتت البطلة المصرية سارة سمير أن الفتاة المصرية قادرة على تحدى الصعاب وفرض اسمها بقوة فى واحدة من أصعب الرياضات على الإطلاق؛ رفع الأثقال.
لم يكن طريق سارة مفروشًا بالورود، بل واجهت تحديات جمة، لكن إيمانها بقدراتها ودعم أسرتها وراء كل خطوة نجاح حققتها، فجعلها تتخطى كل العقبات بثبات.
أثبتت سارة سمير للعالم أجمع أن الفتاة المصرية قادرة على اقتحام أى مجال وتحقيق التميز فيه، حتى فى أكثر الرياضات التى يُنظر إليها على أنها «رجالية».
سارة سمير جسدت بحق المقولة الخالدة بأن «الفتاة المصرية بـ100 رجل»، فبكل ميدالية تحصدها فى أى محفل رياضى، سواء كان عالميًا أو أفريقيًا أو محليًا، تثبت للعالم أجمع قوة إرادتها وعزيمتها الصلبة.
لم يعد اسمها مجرد اسم رياضى، بل تحولت إلى أيقونة مُلهمة فى عالم رفع الأثقال، وقدوة لكل فتاة مصرية تحلم بتجاوز الصعاب وتحقيق المستحيل.
من برونزية أوليمبياد ريو 2016 إلى فضية أوليمبياد لندن 2024، مرورًا بعدة أرقام قياسية أفريقية، لم تكن إنجازات سارة مجرد ميداليات، بل رسائل قوة وإرادة لكل فتاة تحلم بالمجد.
وفى حوار خاص منشور على صفحات النسخة المطبوعة من جريدة «المصرى اليوم»، نقترب أكثر من بطلتنا التى أصبحت أيقونة مصرية خالصة، ونكشف تفاصيل رحلتها من التحدى إلى المجد، ورؤيتها لأوليمبياد لوس أنجلوس 2028، ورسالتها للجيل القادم من الفتيات.
■ كيف بدأ شغفكِ برياضة رفع الأثقال؟
– بدأت اللعبة فى سن 11 سنة، وكان حلمى من البداية أن أصبح بطلة فى رفع الأثقال.
■ وهل تلقيتِ دعمًا من العائلة فى بداية المشوار؟
– أسرتى دعمتنى بقوة لتحقيق الحلم، خاصة والدى– رحمه الله– الذى كان مدرب رفع أثقال. وحاليًا أخى الأكبر محمد دائمًا يشجعنى ويقف فى ظهرى.
■ حققتِ العديد من الإنجازات.. هل هناك لحظة معينة تشعرين بالفخر بها أكثر من غيرها؟
– الحمد لله حصلت على ميداليات متعددة فى بطولات دولية وأفريقية وعالمية وأوليمبية، لكن الأقرب إلى قلبى فضية أوليمبياد باريس 2024، وبرونزية أوليمبياد ريو دى جانيرو،
كما حققت اتجازات أخرى، أهمها ذهبية فى أوليمبياد الشباب (نانجينج، الصين 2014) وذهبية بطولات العالم للناشئين فى أعوام 2013 و2015 و2017، وذهبية بطولات العالم للشباب (ليما، بيرو 2015)، وذهبية بطولات العالم للكبار فى 2017 و2022 و2023،
وفضيتان وبرونزية فى بطولة العالم للكبار 2018، وثلاث ذهبيات فى البطولات الأفريقية المؤهلة لأوليمبياد باريس 2024.
■ بصراحة، هل ترين أن الرياضة النسائية فى مصر بحاجة إلى مزيد من الدعم؟
– الرياضات الفردية عمومًا، وليس فقط النسائية، تحتاج إلى دعم وتشجيع أكبر، سواء من المؤسسات أو من المجتمع نفسه، كما نريد اهتماما إعلاميا بهذه الرياضات، لأن تسليط الضوء يعالج الأزمات.
■ ما تقييمك لدور وزارة الرياضة، واتحاد اللعبة، والرعاة فى دعم الأبطال؟
– كلهم يقدمون الدعم الكافى ويُعتبرون سندًا داخل المشوار للأبطال، أنا مثلًا تدعمنى وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد المصرى لرفع الأثقال، والمؤسسة العسكرية، واللجنة الأوليمبية المصرية، والبنك الأهلى الراعى الرسمى لى، وشركة روابط الرياضية، كلها تقدم لى دعمًا كبيرًا، وهذا يساعدنى فى الاستمرار والتقدم وحصد المزيد من الميداليات.
■ كيف يبدو روتينك اليومى فى التدريب؟
– فى أيام المعسكرات، أصحى أصلى، وأنزل لتناول الإفطار الساعة 7 صباحًا، وبعدها تمرين من 10 لـ12:30، ثم الغداء الساعة 1:30، وبعدها تمرين تانى من 5 لـ8 مساءً.
أما فى الأيام العادية فأصحى أصلى وأفطر، وأذهب إلى الكلية، وبعد عودتى أتناول وجبة الغداء قبل التوجه لأداء المران.
■ هل لديكِ طقوس معينة قبل البطولات الكبيرة؟ وكيف تتعاملين مع الضغط النفسى؟
– نعم، أحب قراءة القرآن الكريم، والصلاة، والتركيز مع نفسى. هذا يساعدنى على الهدوء وتجاوز التوتر والقلق.
■ ما هو هدفك القادم فى مسيرتك؟ وهل هناك بطولة تطمحين للمشاركة فيها؟
– هدفى القادم هو تحقيق الميدالية الذهبية فى أوليمبياد لوس أنجلوس 2028، وأطمح لحصد أكبر عدد ممكن من الميداليات الأوليمبية والعالمية والدولية.
■ ما نصيحتك للفتيات اللاتى يطمحن لتحقيق إنجازات فى رفع الأثقال؟
– إلى كل فتاة تحلم بأن تكون بطلة، ركّزى على هدفك، واستمرّى فى التمرين، مهما كانت التحديات، فكل هذا يُعد من ثمار النجاح.
■ هل هناك رياضى ألهمك خلال مشوارك؟
– نعم، البطلة نهلة رمضان كانت ملهمة جدًا لى، وهى منحتنى الشغف والثقة فى قدراتى.
■ ما رأيكِ فى كرة القدم النسائية؟ وهل كان من الممكن أن تكونى جزءا منها لو ظهرتِ فى وقت سابق؟
– أنا بشجع الكرة النسائية جدًا، وإن شاء الله توصل لمستوى متقدم على المستوى الدولى. ولو كانت موجودة زمان احتمال كنت أكون جزءا منها.
■ ما أبرز التحديات التى واجهتكِ خلال مسيرتك؟
– أصعب فترة كانت وقت اختبارات الثانوية العامة، لكن بفضل الله تغلبت عليها بالإرادة والتحدى، وكل هذا جعلنى بعد ذلك محصنة من الهزات وأستطيع استقبال أى اختبار مهما كان حجمه بالصبر والإرادة والهدوء.
■ كيف توازنين بين حياتك الشخصية ومسيرتك الرياضية؟
– الحقيقة أننى لا أوازن، حياتى كلها مخصصة لرفع الأثقال، أنا لا أتخيل حياتى بلا رفع أثقال، فأنا نسيت نفسى بسببها، يومى مبنى على التمرين، وكل شىء يأتى بعد ذلك.
■ كيف تقيّمين مشاركتك الأخيرة فى أوليمبياد باريس؟
– الحمد لله، راضية عن مشاركتى لأنى عملت اللى عليا وزيادة، اشتغلت على نفسى بتدريبات شاقة واجتهدت بالرغم من الصعوبات، لذا راضية جدًا عما قدمته، وإن شاء الله القادم أفضل.
■ هل بدأتِ الاستعداد فعليًا لأوليمبياد لوس أنجلوس؟
– نعم بدأت وأعمل بشكل مكثف كى أكون على أكمل استعداد لمثل هذه الفعاليات، فخطتى وهدفى حصد الميداليات.
■ ما هى رسالتك الأخيرة لجمهورك ومحبيك؟
– أتمنى أن يستمروا فى تشجيعى وتشجيع أبطال الألعاب الفردية، وأشكرهم من قلبى على دعمهم الدائم لى.