في أحد مراكز الشباب بمحافظة السويس، كان أحمد الطيب، معلق قنوات “الكاس” الحالي والحكم السابق، يتدرب على أحد الملاعب، عندما رأى لاعبًا مميزًا ورشحه على الفور للانضمام إلى ناشئي الأهلي.
عبداللاه جلال، صاحب الـ39 عامًا، يعتبر انضمامه إلى الأهلي حلمًا لم يكن يتوقعه، إذ كان أقصى طموحه في العاشرة من عمره، عندما اكتشفه الطيب، أن يلعب في صفوف فريق محافظته منتخب السويس.
وقال جلال: “بدأت في مركز شباب في السويس، المعلق أحمد الطيب كان حكما في ذلك الوقت وكان يتدرب في ملعب قريب، رآني وسألني سؤالا جاوبت عليه بتلقائية، بعدما تواصل مع الأهلي وأخبرهم أن هناك لاعب مبشر، لعبت مباراة ودية أمام الأهلي وتم اختياري، وبالفعل انضممت إلى قطاع الناشئين وبعدها صعدت للفريق الأول، لم يكن الأهلي ضمن أحلامي، أقصى طموحي كان اللعب لنادي بلدي وهو منتخب السويس، أن يجيلي حد رمز في بلدي ويساعدني “حلم غير متوقع”، بالنسبالي لو حد قاللي بتحلم تروح الأهلي اللي أقصى طموحي أشجعه”.
وعن تصعيده للفريق الأول مع الأهلي، أوضح: “تم تصعيدي للفريق الأول مع كابتن فتحي مبروك الموسم الذي خسر فيه الأهلي الدوري من إنبي، وفي الموسم التالي، كابتن مانويل جوزيه من صعدني، كان هناك لقاء للناشئين وكنت ألعب مع فريق أكبر مني، والفريق الأول كان لديه مران بعد المباراة، وحسام عاشور أبلغني أن جوزيه معجبا بي وسيصعدني للتدريب مع الفريق الأول، وبالفعل في نفس اليوم تلقيت اتصالات بصعودي للفريق الأول”.
أول مباراة مع الفريق
خاض عبداللاه جلال أول لقاء مع الفريق الأول بالأهلي ضد الاتحاد السكندري في دور الـ16 من كأس مصر، وكان الفريق السكندري مدجج بالنجوم، مثل نادر السيد وسمير كمونة ووليد صلاح الدين.
وقال جلال عن هذا اللقاء: “وقتها لم يضم الفريق معد نفسي مثل الوقت الحالي، المدرب تحدث معي واللاعبين الكبار، الذين قالوا أن لازم نشيل عبداللاه لأنه لاعب صغير ومانويل جوزيه أشاد بي بعد المباراة، ومن ضمن اللاعبين الذين تحدثوا معي هادي خشبة ووائل جمعة وشادي محمد وأحمد السيد وعماد النحاس، وكنت أستمع لنصيحتهم”.
في بداية مسيرته كان هناك جدل حول اسمه ما بين “عبدالله و عبداللاه وعبد الإله”، وقال جلال عن هذا الأمر: “البداية كانت من كابتن محمد حسام، اسمي صعيدي فكان هناك صعوبة في نطقه، وكابتن حسام كان يعلق على مبارياتنا وقال في مباراة أن اسمي “عبدالإله”، فأخبرته باسمي وتم تعديله، وفي كأس العالم للشباب، كان الكواليني يعلق على المباريات، وقبل اللقاء قال لي ما هو اسمك؟، فأخبرته اسم ثالث وهو عبدالله وأصبحت عبدالله جلال”.
في نهائي أفريقيا 2006، بين الأهلي والصفاقسي التونسي، أحرز محمد أبو تريكة لاعب الأحمر السابق، هدفا قاتلا في الدقائق الأخيرة، وخلال آخر 10 دقائق من اللقاء، كان عبداللاه على مقاعد البدلاء يبكي، وعند إحراز الهدف واحتفل مع أبو تريكة.
وقال عبداللاه جلال: “أمير عبدالحميد قال إني “عيط” بسبب المكافأة وإنني أريد الزواج، كان من المفترض أن ألعب مباراة الصفاقسي وملعبتش، طوال المباراة جالس على مقاعد البدلاء أفكر فقط في البطولة التي سأحصدها مع الأهلي، والمباراة كانت صعبة جدا”.
وأضاف: “في آخر 10 دقائق انهرت من البكاء، كان نفسي في البطولة، ومن ضمن الهواجس، خوفي من أن يقال إن هذا لاعب “وشه وحش علينا”، كنت أدعي طوال المباراة “يارب جول”، حتى أحرز تريكة الهدف ومن فرحتي “جريت عليه” مثلما ظهر في الفيديو”.
في كأس العالم للشباب 2005، كان عبداللاه جلال ضمن صفوف منتخب مصر، وخاض لقاء ضد الأرجنتين، وقال جلال عن مواجهة ميسي: “في مباراة الأرجنتين ومصر، كان ميسي بدأ في الظهور، وكنا في نفس الفندق والمكان كذلك الصالة المخصصة للطعام، والمواعيد متقاربة جدا، والجميع كان يتحدث عن ميسي “بتاع” برشلونة، وقتها ميسي كان تقريبا 18 عاما”.
وأضاف: “حتى جاء موعد المباراة، في الملعب هو مختلف تماما، ميسي هو ميسي الحالي، لم نفعل أي شيء سوى محاولة إيقافه على قدر الإمكان، لكن شيكابالا السبب، شيكابالا “سخنه” علينا، كان عايز يديله كوبري ويحاول لكن ميسي قطع الكرة منه و”رقصنا احنا الثلاثة في الدفاع”، ميسي أصعب لاعب لعبت ضده بكل تأكيد”.
بعد كأس العالم للشباب، انتشرت أنباء برغبة عبداللاه في الهروب من الأهلي، إذ أنه لم يكن لديه أي عقد مع الأحمر، وقال اللاعب عن هذا الأمر: “في كأس العالم تلقيت عرضا من ناد هولندي، وكان بطل الدوري آنذاك، وتواصل معي شخص من السفارة المصرية هناك، أخبرني أن النادي يريدين، وبعدها عدنا للقاهرة وتواصل معي مرة أخرى، لكنهم أرادوا أن انضم إليهم من الأبواب الخلفية، شعرت بالخوف لأنني ليس لدي أي خلفية، وبعدها تواصل معي كابتن عبدالعزيز عبد الشافي وقال لي إن كابتن شوقي عبد الشافي يريدني معه في الاتفاق السعودي وكانوا ينافسون على الصعود للمتاز، تواصلت مع وكيلي وأخبرني بأنه لديه عرضا من اليونان”.
وأضاف: “بعدها نزلنا ناشئين ولعبت مع الفريق 19 مباريات قبل الصعود مرة أخرى، وفي نهاية الموسم مانويل جوزيه قال إن اللاعبين خارج قائمة الفريق الأول ستخوض معكسرا تدريبيا في فرنسا، لكنني وجدت أن اسمي ليس معهم، بعدها أخبرني وكيلي بأنه يمتلك عرضا من اليونان، وجلسنا مع حسام البدري مدير الكرة والمدرب العام آنذاك، وأخبرني أن المبلغ الخاص بي سيقل لأن الأهلي سيحصل على جزء منه والنادي اليوناني لن يدفع للأهلي، وافقت، كنت أريد الرحيل عن طريق النادي، حد وصل له معلومة أنني أريد الهروب وقتها أحمد مجدي غادر بنفس الطريقة، فوجئت بحسام البدري يقولي لي “اوعى تعمل زي أحمد”، وأعطاني بعض الوعود وصدقته، بعدها والدي تواصل معي وقاللي “متسافرش” ووقع للأهلي على بياض “اللي الأهلي عايزة احنا تحت أمر النادي”، وكملت حتى 2008”.
تحدث عبداللاه عن دور البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي السابق، قائلا: “عندما شارك جيل 2005 في كأس العالم للأندية ولم يحقق شيئًا في أول ظهور للأهلي في البطولة، كان ذلك دافعًا للجميع، سواء الإدارة أو الجهاز الفني أو اللاعبين، للاستعداد الجيد والتعلم من الأخطاء. خضنا معسكرًا مغلقًا لمدة أسبوعين، ولعبنا خمس مباريات بمعدل مباراة كل ثلاثة أيام، قبل السفر إلى المعسكر في اليابان. كنا في قمة التركيز والحماس لتعويض إخفاق الموسم الماضي، كان مانويل جوزيه يقول لنا دائمًا: صدق الشيء الذي تفعله، وإن لم تصدق، فمن الطبيعي ألا تصل إليه. أكثر كلمة كان يرددها لنا في كأس العالم هي صدق “Believe” وكان بيننا وبين التأهل إلى النهائي كان هناك هدف واحد فقط. كما استخدم نفس المبدأ لتحفيزنا في مباراة الميدالية البرونزية، وكان يقول: صدق حلمك”.
وتابع: “بعد العودة من اليابان، استقللنا الأتوبيس المكشوف وسط فرحة غامرة، فقد كان إنجازًا تاريخيًا. لكن في المباراة التالية، خسرنا من الإسماعيلي على ستاد القاهرة بثلاثة أهداف دون رد. وفي تلك المباراة، تعرض أبو تريكة لإصابة في الرأس، وكان يرغب في استكمال اللعب، إلا أن جوزيه رفض، خاصة بعدما فقد الفريق محمد عبد الوهاب في بداية الموسم بسبب إصابة مشابهة، عقب المباراة، عقد جوزيه اجتماعًا معنا وقال: أنتم ما زلتم “طايرين” ولم تصلوا بعد من اليابان، وما زلتم في مرحلة الاحتفال. بدأنا بعدها استعادة التركيز، وحققنا فوزًا كبيرًا على المقاولون العرب بخماسية، وحسمنا لقب الدوري قبل خمس جولات من النهاية”.
واختتم عبداللاه حديثه عن جوزيه قائلاً: “كان جوزيه مدربًا مختلفًا بأسلوب خاص، إذ كان يستفز اللاعبين لإخراج أفضل ما لديهم، وكان يتعامل معنا نفسيًا بشكل جيد. كذلك فينجادا، مدرب المنتخب الأولمبي، يُعد من أفضل المدربين الذين تعاملوا معنا نفسيًا باحترافية كبيرة”.
استمر عبداللاه جلال مع الأهلي وحصل معه دوري أبطال أفريقيا وبرونزية كأس العالم، حتى خرج على سبيل الإعارة إلى الاتحاد السكندري.
وقال عبداللاه: “بعد كأس العالم اللاعبون الكبار عادوا من الإصابة وجوزيه كان يفضل الخبرات وفي، فتراجع الاعتماد علي تدريجيا، وعلى الرغم من أنني في نهاية الدوري حصلت على إشادة الجميع، وجدت كابتن هادي خشبة يخبرني أنهم يريدون خروجي إعارة، وقتها تواصل معي المصري واتفقنا، لكننا تفاجئت بأن إعاراتي للاتحاد السكندري، وعدت منه لم أكمل شهر وتم الاستغناء عني، فانتقلت إلى المقاولون العرب”.
وانتقل عبداللاه إلى عدة أندية بعد ذلك مثل غزل المحلة والقناة وودمنهور وبورتو السويس، حتى انتقل إلى الشرقية للدخان.
لم يحققه سوي جوارديولا.. هانز فليك يقترب من معادلة إنجاز تاريخي
برشلونة يتحرك لتأمين لامين يامال عند بلوغ الـ18 عامًا.. ما القصة؟