توصّل نادى مانشستر سيتى الإنجليزى إلى اتفاق مع أوليمبيك ليون الفرنسى للتعاقد مع الموهبة الفرنسية الصاعدة ريان شرقى، وذلك فى صفقة تبلغ قيمتها نحو ٤٠ مليون يورو (٣٣.٧ مليون جنيه استرلينى)، بعقد يمتد حتى عام ٢٠٣٠.
وكان «The Athletic» قد كشف فى ٣ يونيو أن سيتى يدرس بجدية إمكانية ضم اللاعب، البالغ من العمر ٢١ عامًا، وأعرب عن تفاؤله فى إتمام الصفقة. وعلى الجانب الآخر، حاول مدرب ليفربول الجديد آرنى سلوت الدخول على خط المفاوضات، إذ قطع إجازته فى نهاية مايو وسافر إلى جنوب فرنسا للقاء اللاعب شخصيًا.
لكن السباق حُسم لصالح مانشستر سيتى، حيث باتت الصفقة فى مراحلها النهائية. وإذا تم الانتهاء من الإجراءات فى الوقت المناسب، فمن المتوقع أن ينضم شرقى إلى قائمة السيتى فى بطولة كأس العالم للأندية، التى تنطلق هذا الأسبوع فى الولايات المتحدة. وسيخوض سيتى أولى مبارياته يوم ١٨ يونيو ضد نادى الوداد المغربى، ثم يواجه العين الإماراتى فى ٢٢ يونيو، ويوفنتوس الإيطالى فى ٢٦ يونيو.
وشهد موسم ٢٠٢٤- ٢٠٢٥ أفضل أداء هجومى فى مسيرة ريان شرقى حتى الآن، حيث سجّل ١٢ هدفًا وقدّم ٢٠ تمريرة حاسمة، ولعب فى عدة مراكز هجومية، سواء صانع ألعاب أو على الجناح الأيمن.
وكان من أبرز محطاته هذا الموسم تسجيله فى ذهاب وإياب نصف نهائى الدورى الأوروبى أمام مانشستر يونايتد، رغم أن فريقه خرج بخسارة مجموعها ٧-٦. وقد نال شرقى مكانًا فى التشكيلة المثالية للدورى الأوروبى، كما تلقّى أول استدعاء رسمى للمنتخب الفرنسى الأول لخوض الأدوار النهائية من دورى الأمم الأوروبية. وظهر لأول مرة بقميص «الديوك» بديلاً أمام إسبانيا فى نصف النهائى، ونجح فى تسجيل هدف، ثم شارك أساسيًا فى مباراة تحديد المركز الثالث التى فازت فيها فرنسا على ألمانيا.
بدأ شرقى مسيرته الاحترافية مع ليون فى أكتوبر ٢٠١٩ بعمر ١٦ عامًا، وسرعان ما أصبح أصغر هداف فى تاريخ النادى، وأصغر لاعب يشارك فى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا عندما واجه بايرن ميونيخ فى نسخة ٢٠٢٠.
خاض ١٨٥ مباراة بقميص ليون، لكن مسيرته شهدت بعض التعقيدات خلف الكواليس؛ خاصة فى ظل الأزمة المالية التى طالت مجموعة «إيجل فوتبول» المالكة لـ٧٧ فى المائة من أسهم ليون، إلى جانب أندية كريستال بالاس الإنجليزى، وبوتافوجو البرازيلى ورويد مولينبيك البلجيكى. المجموعة واجهت ديونًا قدرها أكثر من ٥٠٠ مليون يورو، ما أدّى إلى فرض عقوبات على ليون، تمثلت فى إنذار بالهبوط إلى الدرجة الثانية، وحظر مؤقت على التعاقدات.
وفى صيف العام الماضى، وافق ليون على عرض من فولهام الإنجليزى بقيمة ١٢ مليون جنيه إسترلينى مع حوافز إضافية، لكن شرقى رفض الانتقال. كما أبدى كل من كريستال بالاس وباريس سان جيرمان اهتمامهما باللاعب، الذى خاض تلك الفترة متدربًا بمفرده فى انتظار صفقة انتقال.
يُنظر إلى ريان شرقى بصفته لاعبًا مختلفًا عن النمط المعتاد الذى يفضّله بيب جوارديولا، لكنه يمتلك موهبة لا تُنكر. يتميز بقدرته على اللعب بكلتا قدميه، ويجيد التمركز على الأطراف أو فى عمق الملعب، وهو ما يتماشى مع فلسفة جوارديولا فى بناء منظومة مرنة ومتعددة الاستخدامات.
ويُعد شرقى من أكثر اللاعبين إثارة من حيث المهارة الفردية والمراوغة، لكنه يجمع بين الجماليات والفعالية، إذ يتمتع بقدرة مميزة على تمرير الكرات الحاسمة. وربما تكون هذه المهارة هى ما يحتاج إليه سيتى تحديدا بعد فقدان صانع ألعابه الأبرز كيفين دى بروين.
ومع اكتمال هذه الصفقة، يبدو أن مانشستر سيتى قد حصل على عنصر هجومى مختلف، قد لا يتناسب تماما مع القوالب التقليدية للفريق، لكنه قد يمنح الفريق أبعادا جديدة فى صناعة اللعب، خصوصا فى ظل سعى النادى للحفاظ على زعامته القارية والعالمية.